الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️
((التخفي تحت العباءة المدنية))
سعد العوفي / بغداد
الدولة المدنية
ويتم تفسيرها غالبًا بأنها دولة تحافظ وتحمي كل أفراد المجتمع بغض النظر عن انتماءاتهم القومية أو الدينية أو الفكرية هناك عدة مبادئ ينبغي توفرها في الدولة المدنية والتي إن نقص أحدها فلا تتحقق شروط تلك الدولة أهمها أن تقوم تلك الدولة على السلام والتسامح وقبول الآخر والمساواة في الحقوق والواجبات، بحيث أنها تضمن حقوق جميع المواطنين، ومن أهم مبادئ الدولة المدنية ألا يخضع أي فرد فيها لانتهاك حقوقه من قبل فرد آخر أو طرف آخر فهناك دوما سلطةٍ عليا هي سلطة الدولة والتي يلجأ إليها الأفراد عندما يتم انتهاك حقوقهم أو تُهدد بالانتهاك فالدولة هي التي تطبق القانون وتمنع الأطراف من أن يطبقوا أشكال العقاب بأنفسهم .
تدعوا الدولة المدنية إلى الاعتماد على الكفاءة والإخلاص والاستحقاق الناتج عن النجاح في شتى المجالات و تنبذُ التطرف والميول الى المحاباة ، تسهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية وترعى مصالح الشعوب
وتُساعد في تطبيق القانون والوقوف معهُ ليكون فيصلًا
في جلب الحقوق .
هذهِ المزايا العامة التي تتمتع بها الدولة المدنية كمفهومٍ
بشكلٍ عام ، لكن ما يلفتُ الانتباه في العراق ان هذهِ المزايا والمقومات آلتي ترعاها الدولة المدنية غائبة تماما
عن هؤلاء الذين يدعون “التمدُن” والاستقلالية والركون الى القانون .
لقد عانى العراق وشعبهِ من الغطرسة السياسة التي
تتخفى تحت عباءة المسمى “المدني” وسارعت
الأحزاب والتيارات والكتل الحاكمة ذات النفوذ
السياسي والاقتصادي الى دعم مجاميع اطلقت على
نفسها “مُسميات” مُختلفه الغاية الحقيقية من هذهِ
الخطوات هي تشويه “المدنية” الحقيقية من جانب
وخداع الجماهير التي تهوى وتأمل ذلك المسمى
الحقيقي بان يكون على رأس السلطة ، لتحقيق رغبات
الشعب بمختلف توجهاتهِ .
ان المثقفين والمتنورين ذوي الاستقلال الفكري والذهني
يعوا تمامًا هذهِ الخطوات لأنهم وببساطة على علم ودراية
تامة بخلفية المجاميع التي زَجت بها المنظومة الحاكمة
بخطط معينة وصفات مختلفة “كالأحزاب” الناشئة والمنظمات ، والحركات الفتية .
يأمل النظام السياسي الذي بُني بطرقٍ مشبوهة وهزيلة
التسلط بزيٍ أخر ، غير ذلك الذي مضى عليهِ عشرون عامًا
من التسويف والمماطلة وزرع الجماعات والأفراد الفاسدة في مؤسسات ألدولة ووزاراتها .
يقينًا سيفشل امام القوى الوطنية والثقافة المعهودة لدى
مفكري العراقي ومثقفيهِ ، الذين اخذوا من الاعتدال
والاستقلال منهجًا لهم ، وترفعوا عن وقوفهم بجنبِ
تلك الثلةِ الحاكمة .
الغالبية التي كشفت هذا الزيف والتلون والخداع
تعي مدى خطورة المخططات الجديدة لمنظومة
الحكم ، بل ستُكافح بأقلامها الحرة وكلماتها الهادفة
كل من يُحاول الاختباء تحت العباءة “المدنية”
تلك التي كانت ولا زالت ناصعة البياض لم ولن
تتلطخ بدماء العراقيين ، وسرقة أموالهم ، والهيمنة
على مُمتلكاتهم …