الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️
المجتمع وأبناء المطلقات
……………….
فرق كبير بين مهمتى (الرعاية)و(التربية) هذا أمر لاشك فيه فالتربية مهمة ربانية ينتقى بها الله عباده ليصنعهم على عينه فيلهم البعض منهم التقوى لتصلح نفسه وينصلح مسعاها او يلهم البعض الآخر فجورها فتخيب نفسه وتضل ، أما الرعاية فهى مهمة إنسانية وأمانة جعلها الله على أكتافنا نرعاها من ماء وزاد ما نؤمن به من مبادئ وقيم ، وحتى تحصد خيرا فى أبنائك لابد أن تزرع خيرا فى نفسك اولا، وذلك بإستقامة الروح وإصلاح مابينك وبين الله وتنقية ضميرك ونفسك وتحرى الخوف منه فى السر والعلن.
واذا كانت تلك القاعدة هى الأساس فى رعاية الأبناء فحينها لافرق بين (ابناء المطلقات) اللاتى يوضعن وابنائهن فى الدائرة الحمراء عند مسالة النسب والانتساب والمخالطة من باب الموروثات الثقافية الضحلة التى تم إختصارها فى عبارة(تربية واحدة ست) وبين غيرهم من أبناء غير المطلقات واللاتى أحيانا يقمن برعاية ابنائهن فى بيئات يكثر فيها المشاحنات والاختلافات وعدم الاستقرار عملا بالمثل القائل (ضل راجل ولا ضل حيطة)فبالرغم من عدم الطلاق إلا إنها بيئات إجتماعية كفيلة بأن تنتج لنا اجيالا مهلهلة وجدانيا وغير مستقرة نفسيا .
وفى بداية عهدى بالأمومة كأم مطلقة وامرأة معيلة لابنتى (حياة) كنت مدركة تماما لاراء المجتمع ورؤيتهم ومورثاتهم الثقافية المغلوطة فى (المطلقة وابنائها) وهى اراء ظالمة تسلب الحق ولا ترعى العدل والإنصاف بل تنظر إلى المرأة المطلقة كامراة غير مسئولة ومستهتره وأم فاشلة غير قادرة على تربية أبنائها منفردة بدون الرجل مهما كانت درجة مسئولية ذلك الرجل .
وعن أبنائها فحدث ولا حرج فينظر إليهم بنظرة حذر فى مسألة الإختلاط على أنهم مدللين أخلاقيا ؛حتى فى مسألة النسب تخشى الكثير من الأسر من مسالة الدخول فى علاقات نسب مع أسرة إمرأة مطلقة !!!!
وربما كان من مباركة ربى ان بدات رحلتى فى الأمومة بواحد من أروع الكتب الإنسانية والتربوية التى شرفت بها المكتبة العربية بصفة عامة ومكتبتى الشخصية بصفة خاصة وهو كتاب (إلى ..إبنتى) للراقية والجميلة (د.نعمات احمد فؤاد) تلك المرأة التى إنسابت الرقة وعذوبة الأمومة وطوفان الحب والرحمة والجمال من بين أحرف ونقاط كلماتها فكانت سلاما وعبق خير وصفاء صاغته فى رسائل لبناتها كأروع ما تكون الرسائل والذى اهدانى إياه أستاذى المتواضع والأب الفكري الراقى والكاتب المثقف (أ.إسماعيل الفخرانى) فكانت لى عونا أمام الآراء المغلوطة تلك .
ولعل المسافر من بين صفحات ذلك الكتاب سرعان ما يجد انه لم يكن قاصرا فقط على بنات الكاتبة بل طالت نفحاته كل أم عربية قد يقع بين يديها ذلك الكتاب فيساعدها فى طريقها للرعاية بالأبناء على إختلاف مراحلهم العمرية ، وكذلك كل فتاة جبلت مشاعرها وروحها على الامومة والإحتواء فكانت إبنة وأختا وأما بقلبها قبل امومة رحمها .
إن الطلاق اعزكم الله رحلة عمر غير مؤجلة قد يتعرض لها اى منا ولكن تبقى عناية الله وتوفيقه للبعض فيلهمهم استقامة الطريق وسلامة السعى والاستطاعة فى القدرة لأن يواصلن المسير ،رحلة ليست باليسيرة بل تستنزف من صاحبتها الطاقة والقدرة والصبر والجهد فهى الأم والأب والمعيلة والراعية التى عليها ان تقوم بالدورين معا بكل شرف وأمانة راضية ان تحمل امانتها منفردة تاركة خلفها شبابها وصباها لأجل امومتها وعزة أبنائها إلى أن يحين الأجل راضية بأمر ربها مرضية منه فى ذريتها .
قليلون فى مجتمعنا من هم على شاكلة (أ.إسماعيل الفخرانى)و(د.نعمات احمد فؤاد)فى دعمهم الثقافى والفكرى بإنارة الطريق للراغبين فى السعى داخل الحياة برقى وتعقل رغم أنف الرؤية المجتمعية المغلوطة والإفتراضات الظالمة المسبقة ،وها انا اليوم بعد (ثلاثة عشر) عاما من الانفصال والرعاية المنفردة لإبنتى وقراءة الكتاب أقر بفضل أصحاب الفضل والمكانة ..فشكرااا بعدد تلك العثرات التى قابلتها فى طريقى فقد كان فكركم وثقافتكم المتميزة والفريدة عونا لى على مواصلة السعى.
فاللهم إنا قد وضعنا شبابنا وأيام عمرنا فى رعاية نعمتك وعطيتك وعظيم محبتك (ابناؤنا) فخيرا فيهم وصلاحا يكون لنا حجة فى الحياة ومابعدها … وتولى اللهم امومتنا بخير ،،،