تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

زينب سالم تكتب…  ( المنبوذ )

زينب سالم تكتب…  ( المنبوذ )

الوطن الدولية

 

صفوت ” ابن عامل المخبز هو نفسه الذي يرى أباه كل عام في رمضان يبدل مهنته و يرتدي ملابس مختلفة بها الكثير من الاهمال و الرقع في بعض أماكن الجلابية التي يرتديها بالبداية لم يكن يعرف مقصود والده و لما كان يصر
لأخذ صفوت معه أثناء تجواله حينما كان يلف و يدور يدق بطبلته مناديا الناس بالشوارع للقيام ليتسحروا
ظل عدة أعوام حتى أصبح عمره أحد عشر عاما حتى توقف تماما عن مصاحبة والده ليساعده بعمله

 

حاول أباه زجره مرة و تهديده مرات لكنه ظل مصمما ألا يبرح البيت بل حتى أنه كان يهرب حتى لا يجده والده و كان سطح منزلهم هو مهربه و ملاذه لكن أحدا لم يحاول أن يعرف لماذا يرفض صفوت المرور مع والده بالشوارع بمنطقته
صفوت بدأ يكبر و يشعر بالخزي من مهنة والده نعم هو لم يعد يقبل بان يذكر البعض أنه ابن المسحراتي
نعم كره صفوت المهنة و اللقب ذبحه ومقت البعض له بالنظرات و التعامل باستهانة مع والده نعم هو يحب والده ويقدره جدا ويعلم جيدا أنه يتعب ويجهد ليوفر لأولاده الرزق الحلال حتى لو قيل عنه مسكين لا يرتدي ملابس لائقة

 

صفوت الوحيد بين أخوته الذي كان يتعرض أكثر لبعض الأقوال التي تجرح كرامة أبيه
ظل يفكر في شيء وأحد هو أن يبتعد بكيانه عن كل عائلته أخوته و والديه تخير لنفسه التوحد داخل عائلته
مرت سنوات طوال طوال تبدل كل شيء المكان و الزمان و حتى البشر تبدلت بعض العقول لكن عقل واحد ما زال يتذكر

 

هو بنفسه مازال يزور والده ليلا يطمئن عليه ثم يغادر حتى قبل وفاة أمه لم يكن يظهر إلا ليلا حتى الزواج نسيه ربما حتى لا يذكر مع اسمه لقب و مهنة والده المسحراتي
لكن بعد وفاة والده و عند وقت دفنه و ليلة العزاء وجد معظم سكان المنطقة يعرفون أخوته و يشدون على أيديهم مشاركة وجدانية بالحزن على الراحل لكن لم يهتم لوجوده أحد نعم لم يعرفه الجيران و حتى الأهل حتى هناك من كان ينظر إليه بتعجب متسائلا لماذا يقف لتقبل العزاء مع إخوته
و حين كان يذكر اسمه كان البعض يهز رأسه متذكرا إياه بصعوبه

 

من صفوت / من يكون صفوت وهكذا تحقق له ما تمنى في صغره لم يعد يلتصق اسمه بأبيه أو حتى أخوته ظل باقيا كالغريب قريبا بالمكان لكن بعيدا عن المعرفة بشخصه
جلس قليلا بعد انتهاء العزاء الجيران و الأهل يلتفون حول أخوته لكنه ظل. منبوذا، نعم منبوذا
لكن من ذا الذي وضع نفسه بهذا الموضع و بهذه المكانة إنه انت. وحدك يا صفوت هل بقيت الآن ذا قيمة و ذا كيان يحترم حقا كنت و أصبحت لكن وحيدا اخترت لنفسك أن تكون منبوذا خرج من الظلام للشارع الواسع يشعر بالوحدة و البرد برغم قيظ شهر أغسطس نعم البرد هو حالي و مآلي .

تعليقات الفيسبوك

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*

الإنضمام للجروب
صفحتنا على الفيسبوك
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة