تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

د. عمر محمد الشريف يكتب: أخبار الزينبيات.. ظهر فجأة واختفى فجأة

د. عمر محمد الشريف يكتب: أخبار الزينبيات.. ظهر فجأة واختفى فجأة

بقلم: د. عمر محمد الشريف

منذ فترة نشر الدكتور عبد الرحمن الزرعيني تعليقاته على رسالة “أخبار الزينبيات” التي طبعها المؤرخ حسن قاسم سنة ١٩٣١م ، وقد نسبها قاسم لشيخ الشرف العبيدلي المتوفى ٢٧٧هـ ، والمعروف أن شيخ الشرف العبيدلي متوفى سنة ٤٣٥هـ ، وإنما المتوفى سنة ٢٧٧هـ هو النسابة يحيي العقيقي ، وهذا خلط عجيب غريب من حسن قاسم يبين أن بضاعته قليلة في الأنساب .

في البداية أود أن أوضح أن تناولي لهذا الموضوع ليس الغرض منه النقاش حول مرقد السيدة زينب بالقاهرة ، وإنما النقاش في نقطة معينة وهي ما أثارها الدكتور الزرعيني حول صحة نسبة الرسالة المطبوعة لشيخ الشرف العبيدلي أو النسابة العقيقي ، و قد ذكر شواهد عديدة لعدم صحة الرسالة المطبوعة .

دفعني هذا لقراءة الكتاب والتعرف على مكان حفظ المخطوط القديم الذي اعتمد عليه حسن قاسم وأعاد طباعته بالقاهرة للوقوف على صحة نسبته لمؤلفه من عدمه ، إلا أنني وجدت قاسم ذكر أن زوده به أحد أصحابه ، والبداية مع صاحبه هذا أن قاسم كتب إلى بعض أصدقائه بالشام وهو من الذين يعتمد عليهم في حل مثل هذه المشاكل على حد وصفه ، فرد عليه يخبره أن المؤرخ ابن طولون الدمشقي له رسالة في ترجمة السيدة زينب وأنها محفوظة بخزانة بعض أصدقائه بنابلس ، فأرسلها له فنقل منها قاسم ما يحتاجه ثم ردها .

وبعد فترة قصيرة من الزمن أرسل له صاحبه رسالة عثر عليها في حلب عند بعض أصدقائه ، وهي رسالة أخبار الزينبيات ، حيث أرسلها لحسن قاسم والذي بدوره نسخها عنده ثم أعادها له ، وهي التي طبعها ونسبها للعبيدلي النسابة المتوفى سنة ٢٧٧هـ، وهذا خلط منه كما ذكرنا .

من الملفت عدم ذكر اسم صاحبه رغم أنه أشار له ثلاث مرات في كتابه ، فقال: “بعض أصدقائي” ، “صاحبي” ، “السيد المذكور” ، إلا أنه لم يصرح أبداً بشخصية هذا الباحث الخطير الغامض الذي من المفترض أنه له إطلاع واسع على مخطوطات الشام وعلاقات قوية بعلمائها ، فتأتيه المخطوطات من نابلس وحلب ، كما وجد نسخة نادرة وحيدة من مخطوط “أخبار الزينبيات” لم يسبقه أحد لها ، والتي وصفها حسن قاسم بأن ليس لها نظير في سائر دور الكتب .

ولم يذكر أيضاً أصدقائه في حلب الذين وجد عندهم الرسالة ، والمطلع على مراسلات العلماء المهتمين بالمخطوطات في وقت حسن قاسم وتبادل المخطوطات بينهم والنقاش حول النسخ المتوفرة ونسبتها لمؤلفيها ، مثل الرسائل المتبادلة بين أحمد زكي باشا و الأب أنستاس ماري الكرملي علامة العراق ، والرسائل بين تيمور باشا والكرملي ، ومراسلات مؤرخ حلب محمد راغب الطباخ ، وغيرهم من العلماء وخبراء المخطوطات ، يدرك ما أرمي إليه ، على الأقل وجب ذكره من باب الوفاء لدوره في خروج هذه الرسالة للنور والتي يعتبرها قاسم حجر الأساس الذي قضى على خلاف المؤرخين ، وكأن في بيان اسم السيد الشامي حلال المشاكل إشكالًا ، وإنما الإشكال الحقيقي أن الكتب المنحولة تحال إلى مجهول .

Loading

تعليقات الفيسبوك

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*

الإنضمام للجروب
صفحتنا على الفيسبوك
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة