تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

ساره خاتون

ساره خاتون

كتبت :طيبة شكر أحمد
سارة إسكندريان (سارة خاتون) اغنى اغنياء بغداد
أحد وجوه الأرمن في بغداد، وقد أوتيت من جمال الوجه ما لم تؤته فتاة، وتسبب هذا الجمال في أحداث كأحداث بعض أفلام هوليوود، بسبب وقوع الوالي العثماني ناظم باشا في حبها ورفضها لهذا الحب وتصديها له
ولدة سارة في بغداد عام 1889، وفقدت والدتها صوفي (1856-1895) وأختها الصغيرة زابيل، ثم والدها قبل أن تبلغ سن الرشد وتبقى تحت رعاية عمتها صوفي ووصاية عمها سيروب اسكندريان. وقد خلف لها والدها ثروة طائلة جداً، تتضمن أموالاً وبساتين وأراضي زراعية في بغداد والصويرة والحلة ومنطقة الشوملي، فضلاً عن أراض واسعة ضمن حدود أمانة بغداد قسمت وبيعت لتغدو في ما بعد منطقة سكنية تعرف بحي الرياض (كمب سارة)
بدأت قصة سارة مع الوالي العثماني ناظم باشا، تلك القصة التي وصلت أخبارها إلى اسطنبول وربما إلى أوروبا، ذات ليلة من شهر أغسطس 1910 عندما أقام ناظم باشا، حفلة راقصة على ظهر باخرة نهرية من أجل إنشاء مستشفى الغرباء في بغداد. وكانت الحفلة مختلطة حضرها القناصل وزوجاتهم وأفراد الجاليات الأجنبية وبعض العائلات المسيحية. وكانت بغداد تشهد لأول مرة حفلة من هذا النوع، وقد حضرتها سارة مع أفراد عائلتها وهي تلبس الإزار(الطرحه) والخمار (البوشي) على الطريقة التي كانت مألوفة يومذاك، ولم يكد الوالي يشاهدها حتى شغف بها حباً على الرغم من الفرق الكبير بين عمريهما، إذ كانت سارة في السابعة عشرة من عمرها بينما هو كان في الخمسين
وكانت سارة قد ضاقت ذرعاً بوصاية عمها على ثروتها الكبيرة، كونه يتصرف بأموالها لنفسه، فاعتبرتها فرصة ذهبية لتستعين بالوالي على فسخ هذه الوصاية واستبدالها بوصاية مطران الكنيسة الأرمنية. لذا طلبت من ناظم باشا موعداً لزيارته، فكان الجواب سريعاً. ويبدو أن هيبة الوالي العجوز ونظراته قد أخرست سارة عن الكلام في هذا اللقاء، فتولت العمة صوفي شرح الموضوع الذي أنصت إليه الوالي بشكل جاد. وبعد أيام من هذا اللقاء، أرسل الوالي في طلب العم سيروب وولده تانييل (دانيال) وطلب منهما أن يقدما كشفاً بالحساب لإرث سارة. فاستبشرت سارة خيراً، إلا أن الأمور سارت بمنحى آخر، إذ بادر ابن عمها تانييل إلى زيارتها في إحدى الأمسيات وذكر لها، وهو مضطرب، أن ناظم باشا يريدها زوجة له! ورفضت سارة (عرض) تانييل هذا لها وطردته، فشعر الوالي أن صبية بغدادية لا تملك ما يملكه هو من سطوة واقتدار قد تمردت عليه من دون رهبة أو خوف، فأخذ بتضييق الخناق عليها ونصب الشراك لها، فإذا بها تفلت من واحد حتى يكون الثاني في انتظارها وهي صامدة ببطولة وشجاعة، وتبين للباشا أنها فتاة من طراز خاص ذات إرادة وشخصية قوية.
وأخذ بتضييق الخناق عليها مما اضطرها الى الاستعانة براهبات دير الراهبات الفرنسيات للهرب الى البصرة بواسطة باخرة لبيت لنج يقودها قبطان بريطاني ، حاول ناظم باشا اعتقالها الا ان قائد الباخرة رفض تسليمها كون الباخرة تحمل العلم البريطاني .
ما ان وصلت الى البصرة غادرت سارة بومباي الى باريس حيث تزوجت عام 1913 من تانييل اوهانيس تاتيوسيان وهو عراقي أرمني. ثم عادت إلى بغداد مع زوجها عام 1918، وأخذت ترعى ثروتها بنفسها.
سمت ولدها برسي عرفانا للجميل الذي أبداه لها برسي كوكس في بوشهر وسمت ابنتها صوفي على اسم أمها وعمتها. كما ولدت لها ابنة أخرى أسمتها ادما.
وفي عام 1917، أسست سارة خاتون الهيأة النسوية الأرمنية لإغاثة المهجرين الأرمن الناجين من الإبادة الجماعية ايام الدولة العثمانية عام 1915 وقامت سارة خاتون وزوجها تانييل بتوزيع الطعام والملبس على 20 ألفاً من المهجرين الأرمن الذين استقبلهم كمب الكيلاني ببغداد. وقامت عام 1937 بتوزيع أراضيها لقاء مبالغ مالية زهيدة. وحتى تضمن حصول أكبر فئة من الناس على هذه الأراضي، لم تبع أية قطعة أرض تزيد مساحتها على 150 متراً. وسمي هذا الحي الأرمني (كمب سارة) . واستمرت ومنذ عام 1938، بتوفير الملابس والقرطاسية لجميع الطلبة المتعففين في مدرسة الأرمن. على الرغم من ظهور البوادر لأزمتها المالية واستمرت بعملها الخيري هذا مدة عشر سنوات بلا انقطاع.
يروي الذين عاصروها الكثير من الحكايات عن بذخها الذي تجاوز المعقول ووصل الى التبذير والإسراف حيث كانت الدعوات التي تنظمها في بيتها فريدة من نوعها في بغداد.
تأزمت أوضاعها المادية بشكل سريع وأتتها الضربة الكبرى، إذ فقدت في يوم واحد، وإثر عملية احتيال كبيرة كل ما تملك من ثروة حتى منزلها. وقام أناس بمساعدتها بشكل ظاهر أو مستتر.
استمرت خادمتها المخلصة وسائقها الشخصي بخدمتها بلا مقابل حتى وفاتها في 5 كانون الأول 1960…

Loading

تعليقات الفيسبوك

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*

الإنضمام للجروب
صفحتنا على الفيسبوك
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة