تم الكشف عن مانع الإعلانات

الإعلانات تساعدنا في تمويل موقعنا، فالمرجو تعطيل مانع الإعلانات وساعدنا في تقديم محتوى حصري لك. شكرًا لك على الدعم ❤️

قصة قصيرة بعنوان اعتداء للكاتب القاص فاضل محمد الربيعي

قصة قصيرة بعنوان اعتداء للكاتب القاص فاضل محمد الربيعي

الموضوع قصة قصيرة
العنوان . اعتداء
الكاتب القاص فاضل محمد الربيعي

تسكن عينيه حيرة طفولية يجهل سرها , لم يشتد عوده بعد وتهاجر نظراته نحو تلك الغرف المصفوفة في الطابق العلوي تظهر بعيدة غير واضحة لكنه يعرفها .عاش فيها زمنا ً يلعب , يضحك وأحيانا ً يبكي ويخاف .
كانت يده تخدش لوح الرحلة , ويحرك الخشبة الطويلة العريضة ( الدراب ) التي استقرت فوقه رقبته .
يشد من قبضته الصغيرة عليها , يستمر بحركة قدميه المثقلين بحذاء قديم تلون بالبورك والجص والسمنت كحال تلك الملابس المقطعة المهلهلة التي تستر جسمة النحيل , ترتفع لهثاته حارة وتغرز عيناه تحسب الخطوات التي ترسمها مجاميع من طلبة المدرسة يشاركونه الطريق وينتبه لضحكاتهم وصرخاتهم .
وها ان أحدهم يقفز اثر ضربة من حقيبة زميله , تنبعث نشوة في صدره يشهق نفسا ً عميقا ً ويهتز يقفز مرات بخفة رغم ثقل الدراب فوق رقبته وبدأ يدور في الشارع , يدور ومعه لوحته الطويلة .
تتجه اليه الأبصار وينسحب الأولاد جانبا ً خوفا ً من اللوحة , وبدأ يحس بهاجسهم انكمش وبعثت في نفسه حرقة , حاول أن يسرع بالثبات … لم يستطع أن يدفع ارتطام دراجة أحدهم باللوح , التوت عجلة الدراجة فسقط الطالب أرضا ً وبدأ يرسم وجهه خطوط ألم حادة , ينطلق صوته مستغيثا ً وتنتشر كتب الطالب في الشارع ، يضع اللوحة جانبا ً بعد أن يدرك انه قد اعتدى على أحد الطلبة بدون قصد , يحاول أن يصلح الموقف .
ترسم وجه الصبي بسمة مجاملة مصطنعة تحاول أن تداري حالة الخوف , ينقل نظراته بين الطالب الملقى الذي يصرخ .
وبين تلك الغرف المصطفة , وبين تساؤلات المجتمعين حوله .
يحاول الإقناع ( سلامات … سلامات … ماادري لم اقصد … عفوا ً )
تتسارع أنامله الخشنة بجمع الكتب ومازال يحوم بنظره في المكان ,. يشرب حقد الحضور ولومهم .
تغرق عيناه في دمعه حارة لم يعد قادرا ً على اخفائها وينهض بيده الطالب ، يسوي دراجته وهو يمسك بالكتب . يقف الطالب وهو يوجه الصبي كلمات خشنة تؤنبه بتشنج .
وما زال الصبي رغم وضوح دموعه يضغط على شفتيه لترسم بسمة ، ويقف ممسكا ً بالكتب , يلحظه , شعر أنه حاضر مع كل الزملاء يلحق بهم ويهم للدخول إلى باحة المدرسة !! يصرخ به الطالب ــ أين .. ؟؟ .. تعال هات كتبي !!! يتسمر بمكانه .. يصحو من حلم سريع , يبصر ملابسه يتحسس شعره المتحجر يمسح بطرف قميصه القديم عينيه , يصل اليه الطالب يشد كتبه يد الصبي التي يرفض تركها !! يسحب الطالب كتبه عنوة .. تسترسل يداه جانبا ً ويستقر ظهره ورأسه نحو الجدار , يلحظ الطلبة يسرعون ويسمع صوت الجرس كأنما أغنية حالمة … لم يعد يسمعها منذ عام … وتهتز الصور أمام عينيه التي امتلأت بالدموع .. يتحرك كأنما جثة .. وينحني ليرفع اللوحة الكبيرة لتستقر فوق رقبته .. يطوي طريقه نحو العمل بصمت اللسان المحبوس وكلام العيون الدامع

2022

Loading

تعليقات الفيسبوك

إترك تعليق

البريد الالكتروني الخاص بك لن يتم نشرة . حقل مطلوب *

*

الإنضمام للجروب
صفحتنا على الفيسبوك
الأكثر قراءة
مختارات عالم الفن
شخصيات عامة